عنوان الوعظة : عيد الصعود
لوقا 24 : 44 - 53
44 وَقَالَ لَهُمْ:«هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ».45 حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ.46 وَقَالَ لَهُمْ:«هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ،47 وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ.48 وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذلِكَ.49 وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي».50 وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ.51 وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ.52 فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ،53 وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.
صلاة:
يا رب ليس احد مستحقا ان يقف على هذا المنبر ويتكلم بكلامك ولكن كل هذا بفضل نعمتك، انت افتقدتنا واعطيتنا ان نعيش حياة القداسة وحياة الانتظار، نحن ممتنون لك كل الامتنان ولساننا يعجز أن يوفيك حقّك، ولكن شكرا لك على عطاياك وعلى خلاصك ولك كل السجود آمين.
يوم الخميس الماضي احتفلنا بعيد الصعود، وهذا اليوم يأتي بعد عيد القيامة ب 40 يوما وبعد عيد الصعود ب 10 ايام يأتي عيد الخمسين، وهو بمناسبة حلول روح القدس.
في أوروبا "المانيا" يسمون هذا العيد بإسم عيد الاب. وفي هذا اليوم يخرج الاباء واولادهم للاحتفال معا ويشربون حتى الثمالة. ولكن ليس هذا هو العيد الحقيقي ! أترون كيف يحول العالم يوم النعمة الى يوم ثماله؟ هذا اليوم هو يوم مبارك لاننا فيه نتذكر صعود الرب يسوع ونتذكر انه سيعود يوما ما , ولكن قبل ان يعود سوف نصعد اليه، بالنسبة لنا هذا اليوم هو يوم فرح وسرور ، وفي ذكرى هذا اليوم فتح لنا يسوع باب الخدمة للعهد الجديد.
نحن ننتظر عودة الرب وننطلق اليه، نحن سنصعد اليه بدون ملل وكلل لذلك يجب أن نتكلم عنه بدون توقف . هذا الحدث العظيم يذكره العهد الجديد في كلمات بسيطة في مرقس 16 : 19 ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللهِ. لوقا 24: 51 وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. قوة روح القدس اصعدته الى السماء. لماذا اختار الرب ان يكون الصعود في اليوم االاربعين وبعدها ب 10 ايام ان يأتي ويحل الروح القدس؟ الرب اعطى التلاميذ 10 ايام لكي يرجعوا الى اورشليم وان يصلّوا وان ينتظروا هناك ...
دعوني اذكركم بميلاد الرب العذراوي وقيامته وصعوده وعودته, هذه امور ﻻ تُدرك الا بالايمان. في المنطق البشري نقول ليس ممكناً، ﻻ وﻻدة عذراوية وﻻ قيامة وﻻ صعود ، ولكن في الايمان نستطيع ان نقول نعم. في المنطق بالامكان ان نفكر ان موت الرب يسوع كإنسان منطقي جدا ولكن قيامته غير منطقية، الكثير من العلماء حاولوا ان يستخفوا في صعود الرب الى السماء، وحاولوا حتى ان يفحصوا سرعة صعوده. ولكن الكتاب يقول انه صعد "في لحظة في طرفة عين". صعود الرب او نزوله (رجوعه) ليس منطقيا ، ولكن هذه هي الحقيقة وهذا هو ايماننا. نعرف ان كثيرين يقولون ان هذا الكلام غير منطقي ولكن نؤمن به. لأنه صنع كل شيء من ﻻ شيء. هذه الكلمة التي نقرأها غيّرت بشرا ، غيّرت الملايين ، غيّرت تاريخ الكرة الارضية.
50 وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ.51 وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ.52 فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ،53 وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.
1. الخطوة الاولى الآية 50 وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ .
في عهد الابتداء عهد النعمة وبناء الكنيسة، الصعود بدأ بهذه الخطوة وهي الخروج = اخرجهم خارجا. الرب اخرجنا من هذا العالم ومن هذا النظام . ان نخرج من تفكير هذا العالم حتى نبدأ هذا العهد الجديد. اربعين يوما هو يعلمهم ويفتح أذهانهم. نحن بحاجة الى ان يفتح الرب ذهننا دائما. عندما فتح أذهانهم قال انه اخرجهم خارجا الى مفاجأة فريدة من نوعها وفيها ينتظرون الموعد، وفجأة يصعد ويذهب عن أعينهم. أخرجهم لخدمة لم يكونوا يعرفونها. ويقف التلاميذ أمام مهمة صعبة وهي حمل بُشرى الانجيل، وهي اعظم بُشرى، الى أقاصي الارض. ولكن كان عليهم الخروج اولا. ومعنى الخروج الطاعة، التكريس، الانفصال عن العالم، ان تحمل الصليب وتتبع الرب وان تأخذ هذه المسؤولية. الخروج مكلف جدا، هذا هو سر نجاحنا ،لذك قل انك تريد ان تخرج من دوامة نفسك وسوف ترى كيف الرب سيعطيك اكثر بكثير.
2. باركهم "ورفع يديه وباركهم"، متى تأتي البركة؟ فقط بعد الخروج. الكهنة في العهد القديم وكي يتمكنوا من تقديم البركة كان يجب عليهم ذبح ذبائح كثيرة حتى يبارك الشعب ولكن يسوع ابن الله حمل خطايانا وباركنا. فليباركك الرب ويحرسك. الرب اعطاهم بركة الوداع الاستمرارية، بعد الخروج. نحن نعيش في بركة مستمرة ، اي خدمة الانجيل وانتم شهود، اروع بركة تأخذها ان تكون كارزا بالإنجيل . اصغر وأكبر واحد فينا يخرج في خدمة الانجيل ، الخدمة العلنية هي ليست الخدمة الاهم من ممكن ان تخدم في التنظيف والترتيب للتهيئة للمؤمنين في الكنيسة وأكيد ستأخذ بركة، فهل تطلب بركة الرب أم بركة الارضيات؟ الرب في هذا العهد يعلمنا درسا ان نخرج وسنرى بركاته. ففي الاضطهاد بركة، في الألم بركة، وفي ربح النفوس بركة.
3. أُصعد الى السماء، فاتحا ذراعيه. إختصر الرسول لوقا كثيرا ولكن اختصرها بجملة مهمةجدا، قوة الله أصعدته الى يمين العرش الى حضن الاب ، لان هذه القوة هي نفسها الى اقامت الرب، هي ذاتها التي اصعدته الى السماء وهي بعينها التي سوف تخطفنا اليه. ومن ذلك الحين رفع وسيرفع المؤمنين صلواتهم الى ذلك الرب.
4. فسجدوا له، في اعمال الرب مكتوب: واخذته سحابة عن اعينهم. لماذا ذكر لوقا في اعمال الرسل و اضاف اخذته سحابة؟ عندما تجلى الرب على الجبل وتكلم الرب هذا هو ابني الحبيب كان في السحابة، وعند عودة الرب ايضا سيكون على السحابة. السحابة تغطي مجد الرب عن أعين الناس. عندما يرجع الرب يسوع المسيح كثير من الناس سيفرحون والعالم سيرتعب، لانهم سيرون كم هو ديان وعادل.
5. الرجوع الى اورشليم بفرح عظيم ، رجوع مؤقت منتظرين روح القدس. نعمل بإسم المسيح ونفكر ونتحرك تحت لواء هذا الاسم لانه ﻻ يوجد اعظم من هذا الاسم. اسم الرب يسوع المسيح. عندما جاء الى عالمنا صاحب عالمنا فرح مجيد. "هوذا ابشركم بفرح عظيم" . عند صعوده وعند عودته سيكون فرح عظيم.
السؤال الآن هل عندنا هذا الفرح؟ أسمع تآوهات الاخوة يقولون نحن ننتظر الرب يسوع. ولكن يجب ان نفكر كيف نخدمه،؟! وليس ان نتخلص من هموم العالم ونطلب منه ان يأتي. أين فرحك في الرب؟ في الختام ينهي لوقا البشير في هذه الآية 53 وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. لم يخطر على بال التلاميذ ابدا ان يتركوا الهيكل وان يؤسسوا كنيسة أخرى، ولكن فيما بعد طردوهم وجعلوهم يتشتتون في الشتات وكانوا يجتمعون في المغر والغابات. الكنيسة اليوم انقسمت في كل مشكلة صغيرة. أين فرحكم في الرب؟
والسؤال لمادا تأتي الى بيت الرب؟ هل تأتي لكي ترى الرب؟ هل نعود الى البيت مسبحين ومهللين.
خروج 24 : 9 _ 11
9 ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ،10 وَرَأَوْا إِلهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ. 11 وَلكِنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.
خروج 32 : 1
1 وَلَمَّا رَأَى الشَّعْبُ أَنَّ مُوسَى أَبْطَأَ فِي النُّزُولِ مِنَ الْجَبَلِ، اجْتَمَعَ الشَّعْبُ عَلَى هَارُونَ وَقَالُوا لَهُ: «قُمِ اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ». 2 فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ: «انْزِعُوا أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِ نِسَائِكُمْ وَبَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ وَأْتُونِي بِهَا». 3 فَنَزَعَ كُلُّ الشَّعْبِ أَقْرَاطَ الذَّهَبِ الَّتِي فِي آذَانِهِمْ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى هَارُونَ.4 فَأَخَذَ ذلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَصَوَّرَهُ بِالإِزْمِيلِ، وَصَنَعَهُ عِجْلاً مَسْبُوكًا. فَقَالُوا: «هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».5 فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ بَنَى مَذْبَحًا أَمَامَهُ، وَنَادَى هَارُونُ وَقَالَ: «غَدًا عِيدٌ لِلرَّبِّ».6 فَبَكَّرُوا فِي الْغَدِ وَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَقَدَّمُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ. وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ.
وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ. كنيسة المسيح ليست للعب، نأكل ونشرب جسد الرب وبعدها "نلعب" . هذا ليس كلامي ، هذا كلام الرب . الرب يسوع المسيح بيقول انه يجب ان تكون قديس كل الوقت ، ليس ان تكون في اجتماع وبعدها تقوم للعب. يجب ان نكون قديسين حاملين هذه الصورة وان نتبع الرب يسوع بلا رجوع .
أمين