شهادات مسيحية

شهادة الاخت اليزابيت عطية

 
شهادة الأخت إليزابيت عطية
 
كنت اعتقد إنني قريبة من الرب وأني في علاقة معه حتى أتى اليوم واكتشفت كم كنت بعيدة عنه وكم كانت معرفتي سطحية به.
أنا انتمي لعائلة مسيحية أرمنية أرثوذكسية بما أن كل الشعب الأرمني مسيحي والقسم الأكبر منه أرثوذكسي في سنة ١٩٢٣ هاجروا أجدادي من أرمينيا بسبب المجزرة التي حالت بالشعب الأرمني على يد الشعب التركي بعد ما لجئوا لدول كثيرة في الشرق الأوسط وفي النهاية نزحوا إلى منطقة اسمها الطابغة على ضفاف بحيرة طبريا وهناك أجدادي ربوا اربع أولاد وثلاث بنات وعملوا في احدى الأديرة التي تبعت للمنطقة وبعدها اضطروا للتغير منطقة سكنهم إلى مدينة الناصرة من اجل التعليم العالي للأولاد وأيضا لظروف عمل افضل للشباب الذين كبروا وأصبحوا رجال وبحاجة كل واحد منهم أن يأسس  عائلة خاصة به وكان ذلك سنة ١٩٥٧ حتى سنة ١٩٦٤ انتقلوا إلى حيفا كانت أمي قريبة لابي الأخت الصغرى لصديق الطفولة الحميم احبها كثيراً وتزوجها سنة ١٩٦٥ وانجبوا ثلاث بنين وبنت أنا الثالثة بين إخوتي.
 
 اختاروا لنا أهلي مدرسة راهبات إيطاليات حتى نتعلم بها وكنت تلميذة جيدة أحب المدرسة وأحب المواظبة على كل فعاليتها صلاة يوم الأحد والأصوام والشفاعات والتعبد للقديسين ومنها كانت الحركات الدينية كمدرسة فرنسسكانية كنت اعرف كل شيء عن المسيح حياته تعليمه وكل الصلوات والنذور ولكن اهم شيء لم اعرف المسيح شخصيا ولم التقي به يوما حتى أتى اليوم الذي جاء زوجي نجيب عطية يخبرني به انه التقى الرب يسوع المسيح وقبله فادي ومخلص شخصي لحياته بالنسبة لي أنا إليزابيت لم تجدد لي شيء فأنا اعرف المسيح واصلي له ولأمه أي مسيح هذا الذي قابلته فها هو عندنا ومعنا آنذاك لم اهم حقيقة الخبر السار الذي أنبئه زوجي لي.
 
كنت قد تعرفت على زوجي سنة ١٩٨٨ في مناسبة عرس لجيراننا وهم بمثابة أقرباء لهم ولم اذكر أني كنت قد التقيت به مرة في حياتي مع أننا من نفس المدينة هو شاب حسن المظهر صغير السن صاحب مطعم وينتمي لعائلة مسيحية مارونية كانوا قد لجئوا إلى البلاد قبل قيام دولة إسرائيل وهو الرابع بين خمسة اخوه ثلاث أخوات وأخ ، أنا من عائلة بسيطة جدا الأب يعمل لجلب لقمة العيش لزوجة وأربع أولاد وأبويه كبار السن،  وهو من عائلة معروفة في حيفا وسمعتها ليست جيدة تأمن بالقوة والمال وكانوا عمومة زوجي من تجار المخدرات وأعضاء مافية اغلب الناس تهاب هم وتعمل لهم حساب طلب مني التقرب إلي والسماح له بزيارتنا في البيت، عندما سمعت أمي هذا تقريبا وقف قلبها ومن البداية كانت معارضة لهذا الزواج وقالت لي هذه الكلمات (هذا الشاب ليس المناسب لك انه من عائلة صعبة ولن يكون لك حياة هادئة مطمئنة وإذا قررت أن تتزوجيه لا تقولي إنني لم أنذرك ولا ترجعي أبدا إلينا بالبكاء وأنك غير راضية من حياتك هذه حياتك أما أنا فبالنسبة لي أنت تنتحرين.)  
 
وقع كلام أمي علي مثل الصاعقة ولكن كان هناك دافع وتصميم في داخلي هذا هو المعد لك اقبلي به مع كل الظروف المتناقضة والغير متوافقة ومع عدم موافقة الأهل من كلا الطرفين ،بنظر أهله أنا لست المناسبة له وانا من جالية أخرة ليست عربية، ولكن تم الزواج في الشهر السابع من ١٩٨٩ وانجبنا ولدين بكرنا بنتنا كارين عام ١٩٩١ وابننا تينو عام ١٩٩٢.
 
عندما اخبرني زوجي بانه قبل المسيح مخلصا لحياته كان ذلك في الشهر العاشر من سنة ١٩٩٣ كنا اربع سنوات متزوجين ولدينا بنتنا وابننا وطبعا الذي توقعته أمي كان صحيحا ولم تكن لي حياة هادئة مريحة جو عائلي وحدة تفاهم حب، وطبعا لم أستطع يوما البوح بهذا الشيء خصيصا لأهلي بحسب طلبهم ولكن الرب كان يرى ويشعر بي ويجفف لي دموعي اليومية مع أني لم اصلي له وحده كنت أتضرع لامه المطوبة مريم وأتوسل لها  بان تنقذني من الذي أنا فيه كل حياتي كنت البنت المتواضعة العابدة التي تواظب على الكنيسة.
كان نجيب الابن البكر من بعد ثلاث بنات وكل مسؤوليات أهله وعبئ العمل في المطعم مع أهله على أكتافه بالكاد كنت أراه،  يعمل نهارا وليلا وان تبقى بعض الوقت كان لحياته الخاصة وملذاته أنسان عنيف يعمل ما يحلو في عينيه ساعة ما يشاء كنت اشعر نفسي وحيدة مسؤولة من طفلين وحدي وكأنني أنجبتهم إلى الحياة بمفردي ولكن الرب اعظم وأقوه من كل ظرف وعدم تطابق وتوافق الذي فتش علينا وقبلنا أولاد له. 
في البداية لم افهم نجيب بانه قبل الرب يسوع فادي ومخلص شخصي لحياته أنت أصلا مسيحي ولما تحتاج المسيح ورفضت الفكرة تماماً مشجعة إياه , احذر هؤلاء انهم الحركات الدينية المدعوة شهود يهوة هكذا ولدنا وهكذا سنبقى حتى نموت.
كان نجيب قد قبل الرب مخلص بقوة ومن تلك الليلة لم يعد يتعطى أي مخدر أو التدخين مجرد كلمة غيرت حياته بالكامل يوجد شخص يحبك كثيرا وقد مات بدلا عنك من هو هذا الشخص وانا مستعد أن أهبه كل ما عندي 
هو لا يريد كل ما عندك هو يريد قلبك
اجل من هو ( يسوع المسيح أجاب المبشر)
كانت هذه الكلمات لمسة قوية لقلب نجيب لم يشعر يوما أن إنسانا يحبه بقدر انه مات بدلا عنه وابتدأ نجيب يواظب على الاجتماعات ويرجع ليخبرني بما سمع وتعلم وكنت أصغي اليه بكل اهتمام ولكن التغير الذي اصبح ملحوظا فيه قربني وجذبني لكي اعرف من هو هذا الشخص الذي أعطاني زوج جديد محب لزوجته لأولاده حنون, ناعم ,متفهم, صبور, أين ذهب ذاك الأخر الذي تعرفت عليه قبل اربع سنوات  مات وولد مكانه رجل أخر من جديد. 
هذا اثر في كثيرا وقلت في نفسي اذا كان الرب يسوع هذا الذي يعبده نجيب قد استطاع أن يغيره أريده لكي يغيرني أنا أيضا ووافقت أن أرافقه للاجتماعات عندما دعاني وكأني كنت افتش عن شيء مفقود ووجدته ، وعندما ابتدأت بحضور الاجتماعات وفتح الرب القلب والذهن ابتدأت افهم معنى الخلاص وكم كنت إنسانة خاطئة وبحاجة إلى نعمة المسيح لكي تخلصني، لم افهم يوما أن الجميع أخطا واعوزهم مجد الله كنت اعتقد أن بأعمالي الحسنة والمواظبة على الصلوات سوف ادخل السماء لان هذا السؤال كنت أساله لنفسي كل يوم قبل النوم ( كيف أستطيع أن اضمن السماء يوما ما ) وبالإيمان وبفضل نعمته أجابني الرب بصوته العذب على حساب الدم دمي الذي سفك من أجلك.
 
وبدأت مسيرتنا مع الرب ومن بعد التلمذة وفهم الإيمان قررنا طاعة الرب بالمعمودية وتم ذلك في الشهر الثامن من سنة ١٩٩٤ ومن ثم بدأنا دراسة الكلمة والنمو بالإيمان وكانت موهبة نجيب ظاهرة وواضحة مبشر وخادم لسيده.
 
بعد التعمق في الإيمان والنظر في تاريخ حياتنا وتعاملات الرب معنا اكتشف كل منا أنا ونجيب أننا كنا في الصغر نواظب على حضور مدارس الأحد هو من خلال الأخ صموئيل صباح الذي كان يأتي إلى الحارة الفقيرة ويجمع الأولاد ويكرز لهم ببشارة الإنجيل .
وانا من خلال أخت خادمة متطوعة كانت تخدم في الكنيسة البروتستنتية القريبة من بيتنا أمي حتى تتخلص مننا لتكمل أعمالها البيتية أرسلتنا كل يوم احد أنا وأخوتي لمدرسة الأحد ولكن إخوتي الصبيان كانوا يفروا ليلعبوا في الحارة وانا انتظر يوم الأحد بفارغ الصبر، ومن هنا فهم كل منا أن البذرة انزرعت في الصغر والرب نمها في وقتها الم يقل الكتاب المقدس ( ارمي خبرك على وجه المياه تجده بعد أيام كثيرة) .
ومن ذلك الوقت مشينا الدرب معا ونخدم معا إلى هذا اليوم نرعى كنيسة عمانوئيل في حيفا وندير أول مكتبة عربية في حيفا وهي بمثابة مركز تبشيري هدفها الوحيد أن تنشر كلمة الرب لكل من يزورها.
انه لإله عجيب, مشير, قدير ,آب أبدي, رئيس السلام, يفتش على أولاده ليرفعهم من مجد إلى مجد إلا يستحق مننا كل حمد وشكر لخلاصه العجيب لان طرقه ليست طرقنا وأفكاره ليست أفكارنا. 
 
اليزابيت بانويان عطية.