المعمودية ومفاهيمها

المعمودية

لا تذكر كلمة "عمد -معمودية "وسائر مشتقاتها في العهد القديم ، ولكنها ترد كثيراً في العهد الجديد ، نقلاً عن الكلمة اليونانية "بابتزو" ومشتقاتها ، وهي تعني : 
(1) يغمر أو يغمس أو يغطس . (2) يصبغ بالغمر . (3) يصبغ بدون تحديد الطريقة. 
(4) يطلي (5) يبلل او يرطب أو يغسل أو يغطي بالماء . (6) ينقع . 
 
وأول ذكر لها في العهد الجديد هو ما جاء عن يوحنا المعمدان حيث كان "يكرز في برية اليهودية ، قائلاً :توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات .. حينئذ خرج إليه أورشليم وكل اليهودية.. واعتمدوا منه في الأردن معترفين بخطاياهم " (مت 3: 1-6) . وقد قال يوحنا المعمدان عندما نظر يسوع مقبلاً إليه : "هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم . . وأنا لم أكن أعرفه ، لكن ليُظهر لإسرائيل ، لذلك جئت أعمد بالماء .. وأنا لم أكن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي : الذي تري الروح نازلاً ومستقراً عليه ، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس . وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله " (يو 1: 29-34) . ومن هنا نعلم أن الله أرسل يوحنا ليعمد لكي يُظهر ابن الله لإسرائيل . 
 
أما المعمودية المسيحية فقد أمر بها الرب يسوع المسيح قبيل صعوده إلى السماء ، إذ أوصى تلاميذه قائلاً : "دُفع إلىَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض ، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس " (مت 28: 18, 19) . ونقرأ في إنجيل مرقس : "وقال لهم : اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها . من آمن واعتمد خلص . ومن لم يؤمن يُدَن " (مرقس 16: 15, 16) . 
 
وهذا ما تمَّمه الرسل في يوم الخمسين ، إذ قال بطرس لمن نخسوا في قلوبهم ، وقالوا له ولسائر الرسل : "ماذا نصنع أيها الرجال الأخوة ؟ " فقال لهم بطرس: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس.. فقبلوا كلامه بفرح واعتمدوا، وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس " ( أع 2: 37-41) .