درس الكلمة

الرب يسوع لم يأتي ليُدين العالم وانما ليخلص العالم. اجتماع درس الكلمة 07.10.2014

 اجتماع درس الكلمة

7.10.2014
في بيت الأخ عصام حلو 
 
صلاة:
يا رب نشكرك لانك ما زلت انت اليوم والى الابد. نشكرك لان كلمتك حية وفعالة وامضى من سيف ذو حدين. نشكرك من اجل كلمتك وتنصحنا وعينك علينا. نشكرك من اجل الدراسة في انجيل يوحنا وفيها نغوص في تعاملاتك . انت تريد الرحمة والنعمة والنور ان يكون ساطع في حياتنا. علمتنا ان ﻻ ندين، انت الوحيد الذي يحق لك ان تُدين. نشكرك لانك وحدك تستطيع ان تبكّت على خطية. اقبل هذا الاجتماع حتى تتنسّم منه رائحة الرضى. باسم فادينا يسوع.
آمين.
 
انجيل يوحنا اصحاح 8
مشاركة القسيس نشأة  حداد
 
آيات 1 - 11
1 أَمَّا يَسُوعُ فَمَضَى إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.2 ثُمَّ حَضَرَ أَيْضًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ.3 وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسْطِ4 قَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ،5 وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟»6 قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ.7 وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!»8 ثُمَّ انْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ.9 وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسْطِ.10 فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا:«يَاامْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»11 فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ:«وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا».
 
1. أَمَّا يَسُوعُ فَمَضَى إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. ثُمَّ حَضَرَ أَيْضًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ
 
في هذه الآية  يدل على ان الرب ذهب ليسكن في جيل الزيتون،اي لم يكن لديه بيت ولم يكن يريد ان يذهب الى اصدقاءه ، والسبب هو انه أحب ان يختلي لوحده في الصلاة. والسبب الآخر اننا نعرف ان اورشليم كانت ترمز الى رفض يسوع المسيح. وهذا يدل على ان اورشليم التي تكلّم عنها الرب يسوع ليس اورشليم الارضية وانما الروحية / السماوية.
هناك نبوة في حزقيال ان الرب عندما يرجع سيرجع الى جبل الزيتون ، وانه أمضى الليلة الأخيرة في الجثمانية وهي جزء من الجبل ، وكانت الوعظة الأخيرة للرب في جبل الزيتون. 
 
2.  وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ
 
بماذا كان يعلمهم ؟ 
نحن نعلم ان شخص السيد المسيح هو العهد الجديد الفادي والمخلص .مات وقام وانطلق الى الآب الى السماء. 
عندما كان المسيح يدخل الى الهيكل كان يفسّر العهد للقديم. فإن يسوع المسيح كان معلم يهودي وكان يتكلم في العهد القديم لذلك قال ما جئت لانقض.
 ان عهد الكنيسة بدأ في اليوم الخمسين. 
عندما كان يدخل الى الهيكل ويعلم كان يتكلم في اللغة العبرية. كان يعلم الناموس والعبادة وكشف التقليد الذي ابطل وصية الله. 
من ناحيته كانت كلمة الله هي اولوليته في خدمته على الارض وبعد ذلك كان يتحنن الى الشعب من ناحية  جسدية . لكي تبقى الكلمة في المقام الاول لنا ايضا.
 
3. وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسْطِ
 
كلمة "الوَسْط" ( مع حركة السكون) اي في المركز. في الوَسَط (مع حركة الفتحة) اي المنتصف في الطول او المسافة او الزمن.
الكتبة والفريسين اتفقوا على ان يجربوا الرب يسوع ونادرا ما كانوا يتفقوا معا لأنهم كانوا متنازعين . ولكن الشر دائما يتفق على الخير. 
من هم الفريسيين؟ الفريسيون هم الذين كانوا يتشددوا في تقليد الاباء وممارسة الشريعة.
من هم الكتبة ؟ الكتبة هم الذي كانوا يعلموا الناموس وهم مدونون الناموس. 
وكان هناك مجموعتان من الكهنة الفريسيين والصدوقيين وكان لكل مجموعة كتبة. وكانوا الناس يدعونهم "راف" اي معلم.
الزنى: كان يتم المعقاب على الزنى بشكل قاس جدا وهو طريق الرجم. ﻻوين 20 او تثنية 22 . 
وعندما يقولوا امراة اي المرأة المتزوجة كمتعارف . الزواج حسب الناموس كان مكرّم جدا حتى ان عقاب الخارج عن الزواج هو من اصعب عقاب الموت. 
 
4قَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ،5 وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟»6 قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ
 
فجائوا ليسألوه ماذا تقول ؟ كانوا ينتظروا منه جواب لكي يسقطوه كمبتدع او ناقد للناموس وفي الحالتين العقاب هو الاعدام.
الرب يسوع المسيح هو عارف وفاحص القلوب.
في زمن الرومان كان يتواجد في المحكمة مدوّن وهو الذي كان يكتب الحكم.
 اما بالنسبة للتفسير على انه انحنى لكي يكتب على الارض ، فهذا التصرف تصرف نبوي وكان معروف للفريسيين فهو ورد في ارميا 17 :13  أَيُّهَا الرَّبُّ رَجَاءُ إِسْرَائِيلَ، كُلُّ الَّذِينَ يَتْرُكُونَكَ يَخْزَوْنَ. «الْحَائِدُونَ عَنِّي فِي التُّرَابِ يُكْتَبُونَ، لأَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ». هذه المقولة كانت معروفة والمعنى الذين يكتبون تراب الارض اي انه اذ كان هناك عاثفة هواء صغيرة سيمحي كل ما كُتب على التراب. فعندما كان يكتب على الارض فبعض التفاسير يقولون انه محتمل كان يكتب كلمة "خطاة" او "خطايا الناس" وعندما بدأ في الكتابة على الارض فهذه كانت فرصة للتوبة. وهذا يدل ايضا على ان حياتنا قصيرة جدا . فالرب يسوع اعطى فرصة لكي يتوبوا ويطلبوا الغفران عندما قال:«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» وكلنهم ذهبوا بدون ان يتوبوا ، بدل ان يسألوا ماذا تريد منا يا رب ان نفعل لكي نتوب؟
ان هذه اليد التي كتبت على الارض ( اي يسوع) هي نفس اليد التي كتبت وصايا العشر، ونفسها تكتب الغفران ونفسها تكتب الدينونة.
 
7 وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!»8 ثُمَّ انْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ.9 وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسْطِ.
 
مزمور14 : 3 / رومية 3: 12
الْكُلُّ قَدْ زَاغُوا مَعًا، فَسَدُوا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا، لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.
 
بعد الصمت والإلحاح المستمر تأتي المطالبة . وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» وهنا يقصد فيها الطبيعة الخاطئة . كل واحد منكم لديه خطية.
ان يسوع هو الوحيد الذي بلا خطيئة. وهذا التعبير ليس لكي ينتصر عليهم وانما لكي يبكّتهم . فهذا معناه وﻻ واحد لديه الحق ان يرجمها الا انا، الحق لي انا فقط وبالتالي لدي الحق ايضا ان ارحم هذه المراة في التوبة .
وهنا ايضا يأتي حمل مسؤولية الدينونة. اذ ان يسوع قد رحمها على اساس ذبيحته التي ستُذبح. الكل قد تبكّتوا لأنهم كانوا خطاة ولم يستطيعوا رجمها وتحمل مسؤولية الرجم.
 
10 فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا:«يَاامْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»11 فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ:«وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا».
 
يسوع عندما انتصب لم ينظر الى المراة كنظرة الانتصاب وكبرياء وانما نظرة الرحمة . وهي قد فهمت ذلك.
التعبير في كلمة "يا امرأة" هي لتحديد علاقة يسوع بالمراة والعلاقة هنا هو السيد الديان وهذا التعبير تمّ ايضا عندما تكلم فيه مع امه ومع السامرية. وهذه العلاقة التي تكون بين يسوع والانسان قبل طلب الغفران ولكن بعد ذلك تكون علاقة الابن. وهذا التعبير ليس للتحقير وانما لتحديد العلاقة. 
هذه المرأة رأت امام اعينها ان الكل قد خرجوا منكسّين رأسهم. الان ليس هناك مشتكي وﻻ ديان.
 المسيح الوحيد الذي له الحق ان يدين ، هل كان يريد ان يكسر الناموس، حاشا. ولكن كان يريد ان يغفر بسلطان الهي.
 هو كان المسيح الناسوت وعالج الموضوع بالاهية وهكذا في هذا الموقف فإن الطبيعتين (ناسوت ولاهوت) عملا معا. كان لديه الحق في الدينونة لانه معلم ونفس الوقت الإله. ولكنه عالج الموضوع بالغفران لانه الاله وصانع الناموس. لان غاية الناموس التبرير بالايمان .
لقد تمم الناموس، عندما مات عنها على الصليب.
 
الخُلاصة :
الرب رحم المرأة من الذنب واعلن اساس خدمته انه لم يأتي ليدين العالم وانما ليخلص العالم.
 
آمين