فعاليات الكنيسة

طاعة وبركة ابراهيم - القس نشأة حداد في اجتماع في كنيسة المسيح , كفرياسيف 09.08.2016

القس نشأة حداد

09.08.2016

في كنيسة يسوع – ابو سنان

 

تكوين 11: 31 – 32

31 وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ، وَلُوطًا بْنَ هَارَانَ، ابْنَ ابْنِهِ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ، فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ.32 وَكَانَتْ أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ.        


تكوين 12: 1- 5       

1 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ.2 فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً.3 وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».4 فَذَهَبَ أَبْرَامُ كَمَا قَالَ لَهُ الرَّبُّ وَذَهَبَ مَعَهُ لُوطٌ. وَكَانَ أَبْرَامُ ابْنَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً لَمَّا خَرَجَ مِنْ حَارَانَ.5 فَأَخَذَ أَبْرَامُ سَارَايَ امْرَأَتَهُ، وَلُوطًا ابْنَ أَخِيهِ، وَكُلَّ مُقْتَنَيَاتِهِمَا الَّتِي اقْتَنَيَا وَالنُّفُوسَ الَّتِي امْتَلَكَا فِي حَارَانَ. وَخَرَجُوا لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتَوْا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.


في هذا المقطع اول مرة يتكلم فيها الرب الى ابرام ( ابراهيم).


 نعطي المقطع عنوان : طاعة وبركة ابراهيم.


سنرى كيف ان ابراهيم اطاع وان البركة لابراهيم تحققت ووصلت الى كل البشرية الى يومنا هذا في عهد النعمة.    
فكل شخص يؤمن بالرب يسوع مخلصا وسيدا على حياته يكون له الحياة الابدية.  هذا هو عهد النعمة.    
سوف نبدأ التحدث عن مدينة أور الكلدانيين التي سكنها تارح وابنه ابراهيم. من هنا سنعرف من اين خرج ابراهيم وكيف تحققت لابراهيم البركات.

 

31 وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ، وَلُوطًا بْنَ هَارَانَ، ابْنَ ابْنِهِ، وَسَارَايَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ، فَخَرَجُوا مَعًا مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ.        


قبل 2100 عام ق.م  كان يسكن على مصب النهرين الشعب السومري. هذا الشعب  كانوا يسكنون في مدن مختلفة، منها مدينة اور الكلدانيين، وهي منطقة العراق في ايامنا هذه. وتقع على مصب نهر الفرات وحاليا بعيدة 170 كم عنها.  قريبة من مدينة اسمها الناصرية جنوب العراق. فيها  وُلد ابونا ابراهيم.

في تلك الفترة أقيمت أول نظام مدني. معنى النظام المدني هو اقامة دولة وفيها مدن مختلفة وكل مدينة لها صفتها الرسمية، حكّامها، قوانينها، تنظيمها سياسي وترسيم حدود. 

لكل مدينة كان لها ملك يُنتخب او يُعيّن ووظيفته ان يحكم الناس ويرتب النظام.  واحدة من هذه المدن مدينة اور والتي تُعتبر من المدن الكبيرة. 

كانت هذه المدينة مقدسة، الشعب الذين كانوا يسكنون فيها يعبدون اله اسم "لانا". وهي من اقدم الحضارات.  بالاضافة انها كانت مدينة حضارية ومتطورة جدا.  فيها معابد ومباني، يبنوها من الطوب المحروق. وهذه المعابد والابنية الكثيرة تعبّر عن رفهيتها. 

كان لها مينائان للتجارة تتواصل من خلالها مع الدول الاخرى،  لنفهم من ذلك انها كانت غنية. 

اهم اثارها سور الذي كان يجمع العديد من المعابد الوثنية.  وسُميت تلك المعابد زاقورات. شكلها يشبه الهرم.  اهم زاقورة هي لانا التي هي اله القمر. 

       

 

تطور هذه البلاد أدت الى بناء قنوات للري لايصال مياه دجلة والفرات.

كان فيها ايضا تشريعات قانونية بين المعبد اوالقصر الملكي وبين الشعب حتى يمنع هذا النظام الكهنة او الملك في استغلال الناس. 

لغتها الاساسية هي اللغة المسمارية. اللغة المسمارية في البداية كانت عبارة عن رسم صور،  وبعدها بدأوا في اختراع كتابة الحروف، ومن ثم تجميع الحروف الى ان  تطورت الى جمل. وكانوا يكتبون على لوح من طين طري ويستخدموا قلم اسمه ستيلو. 

اشتهروا في التجارة،  الصناعة.  المهن الكثيرة والمختلفة: : فرّان، لحّام، حلاّق،  طباخ،  قصّاب (الذي يصنع القصب)، صناعة الفخّار، الحجّار، صناعة التماثيل، الخياطة،  الطب،  التعليم،  الكتابة ، ضبّاط،  سفير،  مدير معبد،  مكتبة،  ناظر اشغال وغيرها.

كانت هنالك مدارس للتعليم سُميت "بيت الالواح"،  لان التلميذ كان يأخذ معه  للمكان المُعد للتعليم لوح طين وستيلو.  كان يكتب عليه اسمه واسم والده.  وكان التلميذ يجلس على المقعد لتعلم  الكتابة،  الرياضيات وعلم الفلك.      

سوماريين اخترعوا نظام. الستين درجة،  اي ان الساعة 60 دقيقة والدقيقية 60 ثانية..  اشتهروا في الادب وفي مخطوطة مشهورة اسمها "ملحمة جلجامش".  التي تتكلم عن آله خالدة تزوج امراة وصار لديه الابن ثُلثيه بشري وثلثه الاخير الهي. 

كان هنالك آله عديد يعبدونها. اله السما،  اله القمر،  اله الهواء،  اله التكاثر وغيره.  حضارة السومارية انتهت 1800 قبل ولادة المسيح واختفت تماما.    

اذا كان ابراهيم ساكن في حضارة عظيمة، رفاهية كبيرة، وعبادة اوثان. 

كان من المهم ان  نعرف من اين اتى ابراهيم وخلفية حياته لكي نعرف معنى اللحظة التي دعي الرب فيها ابراهيم. 

اذا ابونا ابراهيم لم يكن جاهلا. هكذا تربى ابراهيم وكبر.  هذا هو المجتمع الذي سكن فيه مع والده تارح. عاشوا في بلاد مترفهة جدا ووثنية.

         
يشوع 24: 2  

«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: آبَاؤُكُمْ سَكَنُوا فِي عَبْرِ النَّهْرِ مُنْذُ الدَّهْرِ. تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو نَاحُورَ، وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى. "

الله كلّم ابراهيم وتارح وطلب منهن ان يخرجوا من هذه البلاد التي كانوا يعبدون فيها الاوثان الى ارض كنعان التي هي ايضا وثنية.  ولكن ما هو القصد؟  ان يخرج من بلاد مترفهة جدا الى ارض لا يعرفها،  والتي هي ايضا وثنية؟          
الرب يريد ان  يخرجهم من بلاد مترفهة تعبد الاوثان الى مكان جديد حتى يختبروا الرب ويثقوا فيه الى بلاد يعبدون فيها الاوثان لكي يغيروا ذلك الشعب ويعبدوا الرب معا.      

         
لترجمها في ايامنا هذه: لنقل ان الرب دعى شخص ساكن في اوكسفورد او اي بلاد أخرى، فيها رفاهية كبيرة، بلد تجارية والعلمية ويطلب منه ان يذهب الى افريقا. اترك منصبك، عملك، شهاداتك،  وكل الرفاهية واريد ان ارسلك الى افريقيا.. هل ستجد اناس سيستجيبون؟        
هل عندك استعداد ان تترك كل شي؟              
عندما ننظر الى مدينة عظيمة ، نرى عظمتها ولكن نرى خلف الحضارة فسادا كثيرا على الاقل فساد الخلق. كذلك تماما مدينة أور.   

فَأَتَوْا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ.32 وَكَانَتْ أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ.


فذهب ابراهيم وتارح الى مدينة اخرى، الى حاران، التي هي ايضا مدينة تجارية.  الهدف الذي اعطاه اياه الرب لهم هو ارض كنعان ولكن تارح قرر ان يذهب الى حاران.    
وهذا ما يمكنه ان يحدث لنا. الرب يريدك ان تذهب او تصل الى مكان معين ولكن تقرر ان تتوقف في الطريق الى مكان اخر. الوقوف معناه الرجوع الى الوراء.  وهذا اخطر شي في حياة المؤمن. ومعنى الوقوف هو موت روحي.  قل واصرخ للرب ، يا رب لا اريد ان اقف في حاران وانما المكان الذي تريده انت.     
تارح وصل الي حاران،  بقي ومات فيها.        

1 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ

الوقوف ليس من الله وانما انت المسبب. والرب يريدك ان تتابع. وهذا ما حدث مع ابراهيم والدليل على ذلك ان الرب لم يترك ابراهيم وقال لابراهيم ان يخرج من ارض حاران.       
الرب لا يتخلى عنا ابدا،  لن يتركك، قم.

الان يطلب الرب من ابراهيم ان يذهب ويبدأ معه فصل جديد. هي ليست فقط خطوة ايمان وانما خطوة جرأة وثقة نحو الامام ونحن الافضل. خطوة طاعة.

مشكلة الكنيسة في ايامنا هذه انها تنظر الى امجاد الخلف وتظن انها تتقدم الي الامام. يجب ان ننسى ما مضى من جروح وانتصارات،  وننظر الى الامام ونمتد. 

كثيرا ما نظن ان الطرق السابقة يمكن ان نستخدمها اليوم. ولكن طرق الاستخدام اليوم تختلف.  اذا لم تخرج الكنيسة في هذه الايام الى الناس، سوف تذهب الناس منها وتموت موتا روحيا.   
اذهب وزور الناس، الاقرباء ، اجلس معهم ، صلي من اجلهم اذهب وخبّر بكم صنع بك الرب ورحمك.   


إعادة الحسابات من جديد ليس امرا سهلا. ولكن من اجل خدمتك وحياتك الروحية،  يجب ان تكون امين تعيد النظر. التفكير العتيق، التراجع واليأس ليس بجيد. الرب لم يعطينا روح الفشل. 
ابراهيم أعاد حساباته ومشي مع الرب. الرب قال له اذهب الى  المكان الجديد الذي ستسكن به، الى كنعان. هناك لا تُعلّي اسوار بيتك من الاشرار. وانما اجلس في وسطهم واشهد لهم عن محبة الرب. وبعدها سأجعلك أمة عظيمة.

ماذا بالنسبة لأولادنا؟  ماذا نعمل من اجلهم؟ انهم يعيشون في عالم مليء في الخطية. هل نمنعهم في الحديث مع الاخرين؟ نحاول ان نبني اسوار حولهم؟ ام نقول لهم ان يشهدوا عن الرب يسوع في حياتهم ونصلي من اجلهم كل يوم حتى تكون حماية الرب معهم؟    
شجّع اولادك على التبشير. من جيل صغير. هكذا ستكون امة عظيمة   
لدينا اثمن كرازة نقدمها للناس 
هل تتوقع ان الله سيعظم اسمك؟  دائما نبقى خائفين من هذا الشيء. ولكن ممكن ان الرب يريد ان يعظم اسمك، حتى يتعظم اسمه من خلالك. خدّام كثيرين كتبوا كتب مباركة وتفاسير والرب عظّم اسمهم. ليس المقصود الكبرياء وانما ان نعلي اسم الرب. 
كيف احصل على هذه البركة؟  
البركة هي عمل الهي.  لا يأتي بالاعمال وانما في الطاعة – طاعة الرب. وهذه الطاعة تُظهر الاعمال.   
اذا هل عندك الاستعداد الخروج؟  ام تبقى مكانك وتقول ابقى واموت هنا؟         

لنصلي:
يا ربنا المبارك اخدتنا الآف السنين الى الوراء ووضعت في أعينا رجل يعيش في رفاهية وتدعوه الى الخروج.  وبعد اربع الآف سنة نتكلم عنه. عظّمت عمله لأنه أطاعك.  نشكرك لانك امين،  انت امس واليوم والى الابد. وانت قادر ان تنهض أناس ليعظموا اسمك. لا نريد ان نستخف بذواتنا لانك قادر ان تفعل منا صخور لملكوت السماوات.  نحن نحمل بشرى الخلاص ونريد ان نوصلها للعالم اجمعين.  بارك كل فرد منا.  نشكرك من اجل أحبائنا وعظم عملك معهم. بارك نفوسنا، اولادنا، بيوتنا، شبابنا، شاباتنا.  نطلب منك بركتك بنعمة يسوع المسيح . له كل السجود الى الابد.

آمين.