"بالنعمة انتم مخلصون" - تأمل الاخت عبير شاما
لقد ادرك المسيح مستقبل كنيسته ، عالما ان اولاده المؤمنين له وكل اتباعه لن يندمجوا مع الناموس ( الشريعة)، علما انها وُضعت على يد موسى لتعليم الشعب مخافة الله واضعا لهم قوانين وأسس ومعايير وادخال نظاما جديدا على حياة المجتمع.
فانجيله اشبه بالخمر الجديدة المختمرة في قوته، فالقوالب القديمة من الناموس والعبادات الحزينة الكئيبة لا تنسجم مع فرح المتحررين.
لقد أوجد يسوع المؤمنين به خليقة جديدة وطهرهم بدمه، وأحياهم بقوة روحه، وهكذا غلب التقاليد والطقوس والتحرر من الناموس والشريعة من ضبط النفس بقوة روحه، فلا حاجة لأتباعه ان يلفتوا انتباه الله اليهم بواسطة الصوم والصلاة، لأن القدوس جاء في ابنه، طوعا للبشر كعريس يأخذ عروسه المستعده للقائه. فمنذ مجيء المسيح الى العالم نحن نعيش في فرح العريس لأن الله يتحد بابناءه المؤمنين روحيا كما ان الايمان بالمسيح يعني عهدا جديدا.
فبهذا يكون المسيح قد حررنا من عبودية الشريعة الى مسرة الله الذي حل بروحه في قلوبنا بالنعمة مجانا وليس في سبيل المكافأة التجارية.
فالمسيح يعلم تلاميذه فرح الابتهاج في حضوره، فقد جرب أتباعه سابقا ان يغلبوا خطاياهم بالصوم والتوبة ولكن دون جدوى لأنه ليس تلك الوسيلة لربح نعمة الله ، ولكن المسيح شفى نفوسهم المتعبة بفيض محبته، لهذا فشعار الكنيسة هو الابتهاج والسرور لأننا في حالة عرس ويسوع يسمينا بني العرس. فمن يتبع المسيح يتبرر وليس لأجل اعمالنا الناقصة، فمن يحاول ان يربح النعيم بواسطة الصيام والتبرعات يسقط حتما لأنه لا يزال يحيا على اساس الايمان بقدرته الذاتية وبحفظه للناموس ارضاء الله باطلا.